القصة القصيرة (الجسد) كتبت في العام 2016 وتمت مشاركتها في مهرجان ((كلنا حشد)) الذي أقامته العتبة الحسينية المقدسة , و تتحدث عن أحد أبطال الحشد الشعبي المقدس , والقصة رغم أنها من القصص القصيرة إلا أنها تسلط الضوء على بقعة مضيئة بالأساس لتزيدها سطوعا وبهاء ألا وهي: مدى تضحية الشهيد ومكانته في المجتمع, وتأخذنا أحداث القصة أيضًا إلى واجب المجتمع تجاه الشهيد وأسرته، التي تركها أمانة في عنق الوطن, و تفسر سر سمو الشهيد وطهره من وجهة نظر الكاتب ومن الجدير بالذكر أن القصة قد انتشرت انتشاراً واسعاً في الصحف والمواقع الإلكترونية، محلياً وعربياً وعالمياً.
ولاقت استحسانًا في بعض البلدان العربية كفلسطين ومصر.
هذا، وتُمثل قصة الجسد الاتجاه الكلاسيكي التقليدي الوطني في فن كتابة القصة , فاللغة والأفكار تدور في قالب( قولي وموضوعي وخطابي) , تعود قلة الصور الخيالية بها كونها واقعية .
وقد بدأ الاهتمام بالقصة بدراسة نقدية كتبتها الأستاذة الأديبة المصرية // رجاء حسين بعنوان : ((رؤية نقدية ولغوية عن قصة قصيرة (الجسد) / للكاتب مجاهد منعثر الخفاجي)).
وقد نشرت تلك الدراسة في جريدة بوابة صوت الشعب (مصر) , و جريدة العالم الحر (مصر ) . وسائر المواقع والمجلات الإلكترونية العالمية.
وبصدد الدراسة تقول أ. رجاء عن سبب اختيارها لقصة من الأدب العراقي؛ لتعد عنها تلك الدراسة: (وجدتها فرصة ملائمة للاطلاع ولو قليلا على ثقافة بلد شقيق ومعرفة مدى مواكبة الحركة الثقافية لمجريات الأحداث؛ لربما توضح لنا أقلام الأدباء والشعراء ما عجزت أبواق الإعلام عن تقديمه لنا، أو قدمته ولكن بشكل مشوه لأغراض كثيرة.)
وتستكمل رؤيتها قائلة: (بالقراءة المتأنية للقصة التي بين أيدينا، سنرى معا إلى أي حدٍ عكست القصة العناصر الأساسية للفن القصصي، وأهم الوسائل الفنية التي اعتمدها الكاتب في قصته، مراعاته لحيثيات الزمان والمكان، أسلوب معالجة موضوع القصة الخ.)
وقالت في سياق النقد الفني: (نرى في بداية القصة براعة الاستهلال, سرعة البديهة لدى الكاتب) مستشهدة ببعض الجمل الحوارية، وبعض الإشارات التي استخدمها الكاتب ، أما عن اللغة المستخدمة في القصة فكتبت تقول: (استخدم الكاتب مفردات اللغة الموحية تمامًا في مواضع متعددة؛ لتعبر لنا عما وراء الكلمات، وتأخذنا إلى عالم خيال الشاب الذي يتوق صادقا لنيل شرف الشهادة.
برع الكاتب في تصوير لحظة الاستعداد للهجوم على الأعداء.
ثم براعته في تصوير تفاصيل لحظة الشهادة بالكلمات والتعبيرات الموحية) ثم تتناول الكاتبة خيطا هاما من خلال القصة لتشير إلى أهمية ارتباط الكاتب بمجتمعه والتعبير عن آلامه وآماله في إطار واقعي لطيف بعيدا عن الخيال الجامح حيث يأخذنا خيال بعض الكتاب فتقول: (إن الكاتب القصصي الناجح هو الذي يستلهم مادته من واقع الحياة من حوله مع عمل نوع من الدمج بين الواقع والخيال، ورغم قلة ملامح الخيال في القصة إلا أن الكاتب قد جعلنا نحلق معه ومع بطل قصته في رحاب عالم الشهادة بكل ما فيه من طهر وسمو وترفع عن كل ماديات الحياة.
– بالرغم من أن متابعة سير الأحداث توحي للقارئ بعض الشيء بنهاية القصة إلا أن ذلك لا يمنع من التأثر بما قام به الشاب من تضحية بروحه من أجل وطنه والآخرين) وفي تحليل لغوي دقيق لاستخدام المفردات المختلفة تقول الكاتبة:.
– {الشهادة} كانت هي الحدث الرئيس ومحور حياة البطل وقد استطاع الكاتب تجسيد ذلك من خلال اعتماده الألفاظ المعبرة؛ فقد استخدم الكاتب كلمات: – {شهيد} (10) مرات.
– {جسد} (10) مرات .
– {الشهادة} (7) مرات، منها مرتان كفعل.
– {الروح} ( 3 ) مرات، منها مرة جمع.
– {الأرض} ( 3 ) مرات.
– {القسم بسيد الشهداء} مرتان. وبملاحظة النسبة العددية للكلمات المذكورة نجد أن كلمات {شهيد / الشهادة / والروح} قد ذكرت { 20 } مرة ، وبالمقابل ذكرت كلمتي:{الأرض والجسد} { 13} مرة، وكأن المحصلة اللغوية تأخذنا في النهاية إلى ما أراد الكاتب توصيله إلينا من خلال الأحداث، وحياة البطل، ألا وهو: { قيمة الشهادة}.
ولم يقتصر الاهتمام بالقصة على مجرد تقديمها للدراسة النقدية؛ بل قامت أ. رجاء حسين بعرض الموضوع للمناقشة بندوة الاثنين العريقة بنادي القصة بالإسكندرية وكان الترحيب الكريم من الناقد والأديب الكبير الأستاذ// عبد اللاه هاشم مدير نادي القصة في الاسكندرية فوافق على الفكرة, ولحسن الحظ أنها نُاقشت في هذا النادي الكبير الذي يضم عرابي القصة، وبالفعل تمت المناقشة في قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية.
وقد أقيمت الندوة بحضور لفيف من الأدباء والشعراء من مثقفي الثغر.
وندرج أدناه ملخص لبعض آراء السادة الأدباء و النقاد: ـ الأستاذ عبد اللاه هاشم: معجب بالقصة ـ أستاذ أحمد قاصد يرى أن الأسلوب عجيب جدا وتقليدي من الستينيات بالرغم من أن العراق متقدم في كتابة القصة على حسب رأيه. ـ الأستاذ / علي حسن بغدادي: القصة كلاسيكية , الأسلوب أسلوب الستينيات والسبعينيات في كتابة القصة وهذا ليس عيبا. وثقافة الكاتب تغلب عليه.
و البصمة العراقية واضحة في كتابتها. وهذه القصة جيدة جداً.
وأسلوبها جميل وتعبر عن الأسلوب العراقي في كتابة القصة.
ـ اجماع النقاد: فيها التراث العراقي. ـ الأستاذة الكاتبة جيهان: القصة جيدة واللغة جميلة. ـ الأستاذ الناقد والمفكر سعيد الصباغ: أستاذ مجاهد أسلوبه رائع جدا ومفرداته رائعة جداً. وللأستاذ سعيد رأي خاص في فصل الأدب عن لغة الدين والإشارة لطائفة معينه لأنه إذا كتبت القصة بهذا الأسلوب فإن من يقرأها الطائفة لوحدها؛ بينما ينبغي للأدب أن يكون إنسانيا عالميا، وخالفه الرأي ,الأستاذ // عبد اللاه هاشم وضرب مثلًا بالكتاب المصريين الذين كتبوا بنفس أسلوب كاتب قصة الجسد.
وأخيراً فإن هذه القصة تركت انطباعاً جميلاً لدى الأشقاء العرب من ناحية كتابتها وأسلوبها وأوضحت لهم ما شوهه الإعلام من حقائق في تحرير الأراضي والمناطق العراقية، و بالوقت نفسه كان اهتمامهم بها يدل على التعاضد والرغبة الصادقة في عودة القص العراقي إلى زمنه المشرق.
ومن الجدير بالذكر أن القصة كان لها الدور الريادي في الكشف عن نماذج من العوائل العراقية المؤمنة التي من الصعب على المرء أن يكشف حقيقة إيمانهم وتمسكهم بالمبادئ السامية الوطنية حيث يقدمون أرواحهم ودماءهم من أجلها.